عرض المقال
حافظ الميرازى.. سلامتك
2013-05-25 السبت
أوحشنى الإعلامى المتميز حافظ الميرازى، أفتقده كزميل ومشاهد ومحب لمدرسته الإعلامية الهادئة الموضوعية المدققة إلى درجة الوسوسة، أطلب منكم الدعاء له بالصحة والمرور بسلام من نفق الأزمة الصحية التى يمر بها، والتى، والحمد لله، قطع شوطاً طويلاً ناجحاً فى كليفلاند لتجاوزها، تجربة حافظ الميرازى مع حالته الصحية تستحق أن تدرس وسأحاول أن أنقلها عنه بالتفصيل فيما بعد، لأنها تشير إلى صلابة شخصيته وسلامه النفسى العميق وجسارته فى اتخاذ القرار وفضوله المعرفى الذى جعله يقرأ عن حالته بتفصيلاتها الدقيقة المعقدة، لدرجة أنه يصلح مرجعاً لها الآن، يكفى أن تعرف أن حالة أنيورزم الأورطى الذى أصاب جدار أهم شريان فى جسم الإنسان، والذى من الممكن أن ينفجر فى أى لحظة، قد أصاب أخطر جزء فيه وهو الملاصق للنخاع الشوكى والذى أخبره الأطباء هنا فى مصر بأن نسبة الشلل بعد جراحته 30% ورغم ذلك اتخذ القرار وواجه الموت بكل سلام وإصرار أيضاً والحمد لله، كتب الله له النجاة!، القصة بها تفصيلات دقيقة أتمنى أن أسجلها معه بعد عودته كتجربة ثرية لإعلامى بارع صاحب بصمة متميزة على المستوى الإعلامى والإنسانى أيضاً، صاحب الموقف ذو الوجه الواحد غير المتلون، دائماً حياته وعمله وجهان لعملة واحدة، لا يمكن أن يدعو على الشاشة إلى موقف، ثم يفعل عكسه فى حياته الشخصية، هو نسيج متجانس من العواطف والسلوكيات والأفكار والمواقف، «الميرازى» خريج كلية سياسة واقتصاد فى عز لمعانها السياسى وبهائها الفكرى والثقافى فى زمن وزخم الحركة الطلابية المصرية الرائعة التى أهدت لنا أهم شتلات التغيير والتمرد فى حقل السياسة المصرية، تاريخ وتجربة ممتدة من «صوت العرب» إلى «دريم»، مروراً بمحطات مهمة، أهمها محطة أمريكا كمدير مكتب الجزيرة هناك ومحطة قناة العربية كمسئول عن مكتبها فى القاهرة، أهم محطتين إخباريتين فى العالم العربى كله، وتركهما بكامل إرادته وفى عز نجاحه، الأولى تركها عندما سيطر عليها وضاح خنفر بقبيلته الإعلامية الإسلامية المتشددة، والثانية تركها بعد لقاء الأستاذ حمدى قنديل الشهير إبان ثورة يناير والتى قال فى نهايتها إن الحلقة القادمة ستكون عن السعودية مالكة المحطة وتأثير الثورة عليها وفى حالة أننا لم نشاهده فى الحلقة التالية، فسنفهم بالطبع خلفية حسم القرار بترك المحطة، تحية إلى هذا الإعلامى القدير ودعواتى له بالشفاء العاجل حتى يعود ويضىء الشاشة بعلمه وحرفيته وبصمته وهدوئه ووسوسته ونظرته المختلفة وبديهته اللماحة وصوته المعبر وطلته المغناطيسية والأهم باسمه الذى حفر فى الصخر لوضعه على قائمة مهنة البحث عن المتاعب.. حافظ الميرازى.